البراد
جمعت حقيبتي وخرجت من البيت وأحسست أنني مسافرة بلا غد
في طريق بلا نهاية
أحمل حقيبة ملؤها الآلام والأحزان
أ جر ورائي أذيال هزيمة شنعاء
في معركة مع النفس،
تحولت بعد ها الى حشائش من رماد
تبعثرها ريح شتوية
تذهب بي من مكان لآخر
حتى استقر الحال في بيت خالتي
"ريحة المرحومة"
التي زلزلت محبتها نفسي المريرة
وأخمدت نار الشقاء والعذاب
التي كانت متأججة في داخلي
ومضى على جلوسي هنيهات
أتأمل
في البراد المتلألئ...أراك كما لم يراك أحد
أنشذ صوتك أنين وحدتي
ريحتك الزكية تذكرني...
بأمي وأبي
أخي
أختي
الجيران، الضحكات
ريحة النعناع متناثرة
منعنع، متلهفة...
لأرشف رشفة منه
تعيدني إلى البيت
المهجور...
سكت وخرجت وألسنة الريح تلعب
بي وأتساءل من أنا؟
هل أنا النسمة التي أبردتها ريح الشتاء
أم الوردة التي أحرقتها شمس الصيف
هل أنا بقايا الماضي والحاضر
وتخممات المستقبل
اين أنا؟ أين أنا؟ ...